من عجائب الاولين

لما حج هشام بن عبد الملك سال عن رجل من الصحابه فقال له الناس : يا امير المؤمنين انه لم يبق احد منهم .
فقال
: اذا من التابعين؟ فأتى بطاووس بن كيسان فلما دخل عليه طاووس خلع نعليه
بحاشيه بساطه و سلم عليه بغير ان يدعوه بامير المؤمنين و خاطبه باسمه دون
ان يكنيه و جلس قبل ان ياذن له بالجلوس فاستشاط هشام غضبا حتى بدا الغيظ
فى عينيه ثم تذكر انه فى حرم الله فسكت فقال لطاووس : ما حملك يا طاووس
على ما صنعت ؟ فقال : و ما الذى صنعت ؟ فغضب الخليفه مرة اخرى وقال : خلعت
نعليك بحاشيه بساطى , و لم تسلم على بامرة المسلمين , و سميتنى باسمى و لم
تكننى , ثم جلست من غير اذنى
فقال : طاووس فى هدوء :
اما خلع نعلى بحاشيه بساطك , فانا اخلعهما بين يدى رب العزة كل يوم خمس مرات , فلا يعاتبنى و لا يغضب على
و
اما قولك : انى لم اسلم عليم بامرة المؤمنين فلان جميع المؤمنين ليسوا
راضيين بامرتك و قد خشيت ان اكون كاذبا اذا دعوتك بامير المؤمنين
و اما
ما اخذته على من انى لم اكنك فان الله عز و جل نادى انبياءه باسمائهم فقال
: يا داوود ,يا يحى , يا عيسى , و كنى اعداءه فقال : تبت يدا ابى لهب و تب
,
و اما قولك انى جلست قبل ان تاذن لى , فانى سمعت امير المؤمنين على
بن ابى كالب رضى الله عنه يقول: اذا اردت ان تنظر الى رجل من اهل النار
فانظر الى رجل جالس و حوله قوم قيام بين يديه , فكرهت ان تكون هذا الرجل
الذى عد من اهل النار ز
فاطرق هشام الى الارض خجلا , ثم رفع راسه و قال : عظنى يا ابا عبد الرحمن ز
فقال
: انى سمعت على بن ابى طالب رضى الله عنه يقول : ان فى جهنم حقات كالقلال
و عقارب كالبغال , تلدغ كل راع لا يعدل فى رعيته ...........
ثم قام و انصرف

شكرا