في مثل هذا التاريخ الخامس والعشرين من شهر يناير عام 2006 كانت فلسطين على موعد مع إجراء الانتخابات التشريعية الثانية والتي جاءت نتائجها كما رأى الجميع بفوز ساحق لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
ولا شك أن حركة حماس فاجأت العدو قبل الصديق والقريب والبعيد بنتائج هذه الانتخابات التي أظهرت حجم الالتفاف الشعبي حول خيارها، ومدى تربعها ومحبتها في قلوب الفلسطينيين الذين انحازوا لخيار "المقاومة ونظافة اليد" ضد خيار "التسوية والفساد المستشري".
وبعد مرور أربع سنوات على إجراء الانتخابات التشريعية فإن أسئلة عديدة تلوح في الأفق حول مدى نجاح حركة حماس في الفترة اليسيرة التي أتيحت لها بتولي مقاليد الحكم، وبمدى قدرتها على تطبيق برنامجها الانتخابي الذي على أساسه انتخبها الشعب الفلسطيني ووضع ثقته بها وأوصلها إلى سدة الحكم.
المحافظة على الثوابت
وحتى يكون تقييم هذه المرحلة علميا وموضوعيا، فإنه لا بد من العودة إلى البرنامج الانتخابي لحركة حماس في هذه الانتخابات، حيث أن المتتبع له يلاحظ أن البند الأول من هذا البرنامج اشتمل على أبرز ثوابت الحركة التي ما فتأت تدافع عنها وترفض التنازل عنها مهما كلفها من ثمن.
فرغم كل ما تعرضت له الحركة من ترغيب وترهيب لدفعها الاعتراف بالكيان الصهيوني أو التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية، بقيت "حماس" متمسكة بهذه الثوابت التي من أبرزها أن فلسطين أرض إسلامية عربية لا حق للمحتل فيها، وأن "القدس وحق العودة والمقاومة" خطوط حمراء لا يمكن المساومة بشأنها بأي حال من الأحوال.
المزاوجة بين الحكم والمقاومة
وبالإضافة إلى ذلك، ضربت حركة حماس أروع الأمثلة في المزاوجة بين الحكم والمقاومة لتطبق بذلك شعارها الذي رفعته في دعايتها الانتخابية "يد تبني ويد تقاوم"، حيث نفذت كتائب الشهيد عز الدين القسام بالتعاون مع بعض الفصائل المجاهدة عملية "الوهم المتبدد" والتي على إثرها تم أسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط".
ولا شك أن هذه العملية –التي نفذت بعد أشهر من فوز حركة حماس بالانتخابات- أصابت المثبطين والمنهزمين بالصدمة على ضوء الإشاعات التي كانوا يسوقونها من أن حماس تخلت عن المقاومة بعد فوزها بالانتخابات، إلا أن الواقع قال عكس ذلك، وبين أن حماس نفذت عملية جهادية مميزة رغم كل ما ستؤول إليه نتائج وتداعيات هذه العملية التي تعد الأبرز خلال انتفاضة الأقصى.
كما أن عملية أسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" هي ترجمة عملية ما جاء في البرنامج الانتخابي لحركة حماس، والذي جاء من ضمن بنوده من أن "قضية الأسرى والمعتقلين هي في رأس أولويات العمل الفلسطيني".
الصمود وعدم رفع الراية البيضاء
ولعل من الأقوال الخالدة التي لطالما حرص رئيس الوزراء الشرعي "إسماعيل هنية" على تردديها باستمرار " لن تسقط القلاع.. ولن تخترق الحصون.. ولن يسرقوا منا المواقف" وهذا ما تم بالفعل خلال الحرب الصهيونية التي لم يسبق لها مثيل على قطاع غزة.
فرغم ضراوة وشراسة عملية "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة والتي كان هدفها إسقاط حكم حركة حماس، ودفع الحركة لرفع الراية البيضاء، وإعادة الخونة والمتواطئين إلى حكم القطاع، ظلت حماس مرفوعة الرأس، ورفضت الحركة والحكومة الشرعية الاستسلام أو الخنوع، ليسجل لها التاريخ صفحة بيضاء من صفحات الصمود ومواجهة المحتل برغم كل المعاناة والتضحيات.
على الصعيد الإداري
وأما على الصعيد الداخلي، فقد حرصت حركة حماس منذ توليها زمام الحكم على استصلاح ما يمكن إصلاحه من الوزارات التي كانت تعج بالفساد والمفسدين، ونجحت إلى حد كبير ببناء نظام إداري خال من المحسوبية والواسطة والرشاوى، خاصة وأن الحركة كانت تضع في سلم نقاط برنامجها الانتخابي "محاربة الفساد بجميع أشكاله واعتباره سببا رئيسا في إضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية وتقويض أسس الوحدة الوطنية..".
وبالإضافة إلى ذلك، أثبتت الحركة –بشهادة الدول الأوروبية والمؤسسات الدولية- أن وزراءها وقادتها بعيدون كل البعد عن السرقات واللصوصية التي كانت سائدة قبل وصولهم للحكم، وهي بذلك كانت تسعى لتطبيق ما أكدته في برنامجها الانتخابي "تعزيز الشفافية والرقابة والمساءلة والمحاسبة في التعاطي مع الموازنة العامة في جميع مراحلها".
الوحدة الوطنية
كما سعت جاهدة لترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية من خلال دعوتها بمجرد ظهور نتائج الانتخابات إلى تشكيل حكومة وطنية بمشاركة جميع الفصائل والشخصيات الوطنية، وهو الأمر الذي رفضته حركة فتح جملة وتفصيلا بعد عدم قدرتها على استيعاب نتائج الانتخابات.
وكذلك حاولت الحركة بكل ما أوتيت من قوة إبقاء الدم الفلسطيني "خط أحمر" وتجنيب الساحة الفلسطينية أي صراعات داخلية، والمحافظة قولا وعملا على شعار "تعزيز وحماية الوحدة الوطنية الفلسطينية"، وهو الأمر الذي فهمه البعض بصورة مغلوطة، من خلال محاولة تفجير الأوضاع الداخلية.
وقد كان لا بد من إجراء عملية تطهير للساحة الفلسطينية من بعض المشبوهين الذين سعوا إلى جر الفلسطينيين إلى أتون حرب أهلية لا تعرف عواقبها، حيث اضطرت حركة حماس إلى مجابهة هؤلاء وفضح مخططاتهم ووأد محاولاتهم المدعومة أمريكيا وصهيونيا.
ولا شك أن حركة حماس فاجأت العدو قبل الصديق والقريب والبعيد بنتائج هذه الانتخابات التي أظهرت حجم الالتفاف الشعبي حول خيارها، ومدى تربعها ومحبتها في قلوب الفلسطينيين الذين انحازوا لخيار "المقاومة ونظافة اليد" ضد خيار "التسوية والفساد المستشري".
وبعد مرور أربع سنوات على إجراء الانتخابات التشريعية فإن أسئلة عديدة تلوح في الأفق حول مدى نجاح حركة حماس في الفترة اليسيرة التي أتيحت لها بتولي مقاليد الحكم، وبمدى قدرتها على تطبيق برنامجها الانتخابي الذي على أساسه انتخبها الشعب الفلسطيني ووضع ثقته بها وأوصلها إلى سدة الحكم.
المحافظة على الثوابت
وحتى يكون تقييم هذه المرحلة علميا وموضوعيا، فإنه لا بد من العودة إلى البرنامج الانتخابي لحركة حماس في هذه الانتخابات، حيث أن المتتبع له يلاحظ أن البند الأول من هذا البرنامج اشتمل على أبرز ثوابت الحركة التي ما فتأت تدافع عنها وترفض التنازل عنها مهما كلفها من ثمن.
فرغم كل ما تعرضت له الحركة من ترغيب وترهيب لدفعها الاعتراف بالكيان الصهيوني أو التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية، بقيت "حماس" متمسكة بهذه الثوابت التي من أبرزها أن فلسطين أرض إسلامية عربية لا حق للمحتل فيها، وأن "القدس وحق العودة والمقاومة" خطوط حمراء لا يمكن المساومة بشأنها بأي حال من الأحوال.
المزاوجة بين الحكم والمقاومة
وبالإضافة إلى ذلك، ضربت حركة حماس أروع الأمثلة في المزاوجة بين الحكم والمقاومة لتطبق بذلك شعارها الذي رفعته في دعايتها الانتخابية "يد تبني ويد تقاوم"، حيث نفذت كتائب الشهيد عز الدين القسام بالتعاون مع بعض الفصائل المجاهدة عملية "الوهم المتبدد" والتي على إثرها تم أسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط".
ولا شك أن هذه العملية –التي نفذت بعد أشهر من فوز حركة حماس بالانتخابات- أصابت المثبطين والمنهزمين بالصدمة على ضوء الإشاعات التي كانوا يسوقونها من أن حماس تخلت عن المقاومة بعد فوزها بالانتخابات، إلا أن الواقع قال عكس ذلك، وبين أن حماس نفذت عملية جهادية مميزة رغم كل ما ستؤول إليه نتائج وتداعيات هذه العملية التي تعد الأبرز خلال انتفاضة الأقصى.
كما أن عملية أسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليط" هي ترجمة عملية ما جاء في البرنامج الانتخابي لحركة حماس، والذي جاء من ضمن بنوده من أن "قضية الأسرى والمعتقلين هي في رأس أولويات العمل الفلسطيني".
الصمود وعدم رفع الراية البيضاء
ولعل من الأقوال الخالدة التي لطالما حرص رئيس الوزراء الشرعي "إسماعيل هنية" على تردديها باستمرار " لن تسقط القلاع.. ولن تخترق الحصون.. ولن يسرقوا منا المواقف" وهذا ما تم بالفعل خلال الحرب الصهيونية التي لم يسبق لها مثيل على قطاع غزة.
فرغم ضراوة وشراسة عملية "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة والتي كان هدفها إسقاط حكم حركة حماس، ودفع الحركة لرفع الراية البيضاء، وإعادة الخونة والمتواطئين إلى حكم القطاع، ظلت حماس مرفوعة الرأس، ورفضت الحركة والحكومة الشرعية الاستسلام أو الخنوع، ليسجل لها التاريخ صفحة بيضاء من صفحات الصمود ومواجهة المحتل برغم كل المعاناة والتضحيات.
على الصعيد الإداري
وأما على الصعيد الداخلي، فقد حرصت حركة حماس منذ توليها زمام الحكم على استصلاح ما يمكن إصلاحه من الوزارات التي كانت تعج بالفساد والمفسدين، ونجحت إلى حد كبير ببناء نظام إداري خال من المحسوبية والواسطة والرشاوى، خاصة وأن الحركة كانت تضع في سلم نقاط برنامجها الانتخابي "محاربة الفساد بجميع أشكاله واعتباره سببا رئيسا في إضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية وتقويض أسس الوحدة الوطنية..".
وبالإضافة إلى ذلك، أثبتت الحركة –بشهادة الدول الأوروبية والمؤسسات الدولية- أن وزراءها وقادتها بعيدون كل البعد عن السرقات واللصوصية التي كانت سائدة قبل وصولهم للحكم، وهي بذلك كانت تسعى لتطبيق ما أكدته في برنامجها الانتخابي "تعزيز الشفافية والرقابة والمساءلة والمحاسبة في التعاطي مع الموازنة العامة في جميع مراحلها".
الوحدة الوطنية
كما سعت جاهدة لترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية من خلال دعوتها بمجرد ظهور نتائج الانتخابات إلى تشكيل حكومة وطنية بمشاركة جميع الفصائل والشخصيات الوطنية، وهو الأمر الذي رفضته حركة فتح جملة وتفصيلا بعد عدم قدرتها على استيعاب نتائج الانتخابات.
وكذلك حاولت الحركة بكل ما أوتيت من قوة إبقاء الدم الفلسطيني "خط أحمر" وتجنيب الساحة الفلسطينية أي صراعات داخلية، والمحافظة قولا وعملا على شعار "تعزيز وحماية الوحدة الوطنية الفلسطينية"، وهو الأمر الذي فهمه البعض بصورة مغلوطة، من خلال محاولة تفجير الأوضاع الداخلية.
وقد كان لا بد من إجراء عملية تطهير للساحة الفلسطينية من بعض المشبوهين الذين سعوا إلى جر الفلسطينيين إلى أتون حرب أهلية لا تعرف عواقبها، حيث اضطرت حركة حماس إلى مجابهة هؤلاء وفضح مخططاتهم ووأد محاولاتهم المدعومة أمريكيا وصهيونيا.
الأربعاء 07 يوليو 2010, 11:01 pm من طرف obida
» شبكة الحان الحرية
الأربعاء 07 يوليو 2010, 11:55 am من طرف obida
» : تزوجت 800 رجل وهربت ؟؟
الخميس 13 مايو 2010, 9:34 am من طرف بنت غزة
» يا اهل الراية
الخميس 13 مايو 2010, 9:30 am من طرف بنت غزة
» نكت مضحكة جدا ههههههههههه
الجمعة 30 أبريل 2010, 4:48 am من طرف البراري
» لغز معقد ... أشوف شطارتكم
الجمعة 30 أبريل 2010, 4:45 am من طرف البراري
» [ إن الله توابٌ رحيم ]
الجمعة 30 أبريل 2010, 4:32 am من طرف البراري
» موقف جميل
الجمعة 30 أبريل 2010, 4:31 am من طرف البراري
» أدخل ولا تتردد
الجمعة 30 أبريل 2010, 4:29 am من طرف البراري