ليس بالجدار فقط..مصر تقتل الفلسطينيين بالغاز السام

كشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن أن السلطات المصرية تستخدم الغاز السام الذي يسبب الاختناق والموت السريع ضد الفلسطينيين العاملين في الأنفاق الحدودية المنتشرة على الحدود بين رفح جنوب قطاع غزة ومصر.موضحا ان مصر تقوم بذلك بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وغالبية الدول الأوربية.



وقال محمد جميل نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في لندن بأن حرس الحدود المصري استخدم الغاز السام الذي يسبب الاختناق والموت السريع ضد العاملين في الأنفاق التي تستخدم لإدخال ما يلزم للتغلب على الحصار الصهيوني المفروض على القطاع منذ سنوات.



وأوضح جميل أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان قامت بإجراء بحث ميداني على الجانب الفلسطيني من الحدود امتد بين الفترة من شهر (تموز/يوليو) إلى (كانون أول/ديسمبر) من العام 2009 الماضي ،مضيفا أنهم قاموا بجمع الوثائق والشهادات ومقابلات من أهالي الضحايا والناجين والعاملين من الأنفاق.



وبين أن نتائج البحث كانت خطيرة حيث كشفت عن أن قوات الأمن المصري استخدمت القوة المميتة ضد العاملين في الأنفاق، مؤكدا أنه تم توثيق 54 حالة وفاة تحت الأرض 36 حالة منها كانت بسبب رش الغاز السام المميت.



وأكد أن المعلومات يقينية (100%) من مصادر طبية أكدت هذا الأمر،لافتا إلى أنه ثبت لديهم أن هناك غرفة عمليات متصلة مباشرة برئاسة الجمهورية المصرية تشرف على هذا العمل"الغير مبرر "قانونيا وأخلاقيا".



وأشار إلى أن السلطات المصرية تمنع أياً من المنظمات الحقوقية من الاقتراب من المنطقة الحدودية سوى أنها تسمح للصحافة الصهيونية بالتصوير لينقلوا إلى الصهاينة أن مصر تقوم بدورها نيابة عن الحكومة الصهيونية في محاربة ما يسمى "بتهريب السلاح عبر الأنفاق".



وشدد جميل على أن القانون الدولي يحظر استخدام الغاز السام في مثل هذه الحالات ،مشيرا إلى ان التقرير الذي صدر عن المنظمة العربية لحقوق الإنسان كافي لإدانة المسؤولين المصريين وملاحقتهم قضائبا.



ودعا المجلس الدولي لحقوق الإنسان إلى القيام بدوره لمساءلة المسؤولين المصريين في ممارساتهم "الغير مقبولة والهمجية بدون مبرر قانوني أو أخلاقي" حسب قوله.



يشار إلى أن المئات من الفلسطينيين العاملين في الأنفاق الحدودية التي تقدر بالمئات لقوا حتفهم بعد تصاعد استخدام السلطات المصرية لأساليب مختلفة لمحاربتها منها الغاز السام وأخيرا بناء الجدار الفولاذي على حدودها.




ويحفر الفلسطينيون الأنفاق على حدود مصر للتخفيف من وطأة الحصار الذي يفرضه الكيان الصهيوني بتواطؤ عربي ودولي على قطاع غزة منذ ثلاث سنوات حيث تستخدم لإدخال المواد الغذائية الأساسية فضلا عن مواد البناء التي يمنع الاحتلال دخولها عبر المعابر التجارية التي يسيطر عليها.